أحكام التجويد كاملة
أحكام التجويد كاملة

أحكام التجويد كاملة

أحكام الاستعاذة والبسملة

الاستعاذة

تفسير الاستعاذة: هو طلب الحماية من الله تعالى والتمسك به، والله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم: ( عندما تبدأ في قراءة القرآن الكريم، فتحصّن بالله من الشيطان اللعين. )  ،أوصى الخالق بضرورة التحصن بالاستعاذة قبل الشروع في تلاوة القرآن، وهي من السُّنن التي يُفضل الإسراع إلى فعلها، حيث تأتي هذه الاستعاذة كاستهلال لقراءة كتاب الله، بالنطق بـ “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” مباشرةً قبل بدء التلاوة.

البسملة

تعريف لفظة “بسم الله الرحمن الرحيم” يتم فيه استخدام عبارة مختصرة وهي البسملة، وقد تم تقنين ذكرها لتكون فاصلًا بين الفصول القرآنية. وفقًا لأراء غالبية الفقهاء، يُعتبر تلاوتها ضرورية في ابتداء السور عدا سورتي البراءة والأنفال، حيث لا تُقرأ البسملة للتفريق بينهما.

أحكام النون الساكنة والتنوين

توجد أربعة قواعد واجبة الالتزام بها عندما تجتمع النون الساكنة أو الإعراب المعروف بالتنوين مع سائر الحروف الأبجدية. وفيما يأتي بيان هذه الأحكام:

الإظهار

يُشرح مصطلح الإظهار في اللغة كمفهوم يدل على الوضوح والتعريف، ويختص بكيفية نطق النون الساكنة أو التنوين وتوضيحها عندما تأتي قبل أحد حروف الإطباق التي تلي كل من النون الساكنة والتنوين مباشرة. ويتم تمثيل هذه الحروف بأوائل الكلمات التالية: “أخي هاك علما حازه غير خاسر” ، قد تواجه حالات تجمع النون الساكنة مع أحرف الإظهار في الكلمة ذاتها، كما جاء في الذكر الحكيم في قوله تعالى: (وَهُمْ  يَنْهَ  وْنَ عَ  نْهُ  وَيَ  نْأَ ومع ذلك، فإنهم لا يدمرون إلا أنفسهم وهم لا يدركون. .

حيث تجتمع النون المشددة مع الهمزة في الكلمة الواردة في المثال الأول. نأ “ون”، وقد يحدث أن تجتمع النون الصامتة مع حرفٍ من حروف الإظهار في كلمتين مختلفتين، كما جاء في نص القرآن الكريم الذي يقول الله فيه -جلّ وعلا-:يُؤْمِنُ بِهِ الْبَاحِثُونَ عَنِ الْحَقِّ وَتَسْعَوْنَ إِلَى جَعْلِهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ؟ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (يا أتباع الديانات السماوية، لماذا تمنعون الناس من اتباع طريق الحق الذي يؤمن به الباحثون الصادقون، وتحاولون أن تحرفوا هذا الطريق عن مساره بينما أنتم تشهدون لهذه الحقائق؟ والله عالم بكل ما تقومون به من أفعال). نْ آ  مَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا)  ،  حيث التقت النون الساكنة بالهمزة في: “مَ  نْ آ  مَنَ”.

فيما يخص التنوين، لا يوجد اجتماع بينه وبين حروف الإظهار إلا في حالتين نادرتين، وذلك مثلما ذكر في الآيات القرآنية الكريمة التي نزلت من عند الله -عز وجل-.صدّق النبي بما تلقاه من إفادات من ربه وكذلك المؤمنون. لٌّ آمَ أؤمن بالله، وبملائكته، وبكتبه السماوية، وبرسله المرسلين. حيث التقى التنوين بالهمزة في: “كُ  لٌّ آ  مَنَ”.

الإدغام

يرملون”. في القراءة أو الكتابة، عند وجود النون الساكنة أو التنوين قبل أحد هذه الحروف، يتم دمج الصوتين معًا في صوت مشدد للحرف الذي يليهما. هذه التقنية تساعد على تدفق وسلاسة اللغة عند النطق. تعريف الإدغام لغوياً هو ضم شيء إلى آخر، وبالمعنى الاصطلاحي فهو ضم حرف ساكن إلى حرف متحرك التالي له بشكل يجعلهما حرفاً واحداً مشدداً. ويتمثل الإدغام الذي نعنيه هنا في إدماج حرف نون ساكن أو التنوين مع أحد الحروف الستة التي تأتي بعده وهي “الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون” المجمعة في كلمة “يرملون”. وعند التطبيق في القراءة أو الكتابة، إذا جاء النون الساكن أو التنوين قبل واحد من هذه الحروف، فإنه يتم مزج الصوتين لينتج عن ذلك حرف مشدد للحرف الذي يتبعهما، لتسهيل الانتقال وانسيابية اللغة عند النطق. يرملون يُذكر أنه يمكن تقسيم الإدغام إلى نوعين: إدغام يتضمن غنة وإدغام لا يتضمن غنة.

الغنة هي نبرة أنفية عميقة، وبالنسبة للأحرف التي تُنطق بالغنة عند الإدغام فإنها تتألف من أربعة أحرف مضمومة في كلمة واحدة: ينمو فعندما يتبع النون الساكنة أو التنوين أي من هذه الحروف، يجب القيام بإذخامها مع الغنة، كما ذُكر في كلام الله عز وجل: (وَمَ  ن يَ مَن يقوم بالأعمال الصّالحة ويكون مُتحلِّيًا بالإيمان، فإنَّه لن يشعر بالخوف من الإجحاف أو الغبن. ، حيث وقع التلاقي بين النون المكسورة وحرف الياء في: “مَ ن يَ  عمَل”.

أمّا الإدغام بغير غنّة فأحرفه: ”  الراء، واللام إذا تلاحق النون الساكنة أو التنوين مع إحدى الحروف الإدغامية اللتين لا تأتيان مع الغنة، يتعين إذابتهما في بعضهما البعض كما ورد في الآية القرآنية التي ذكرها الله -جل وعلا-.صُمِّمَ بِهَدَفِ تَحذيرِكُم مِنْ خَطَرٍ عَظِيمٍ وَشِدَّةٍ قَاسِيةٍ مُحتمَلةٍ. ن لَ يُعلِنُ ذاكَ لِلمؤمنينَ الذينَ يمارسون أعمالاً صالحة بأنّ جزاءً جميلاً ينتظرُهُم. ، عندما تأتي النون السكون إلى جانب حرف اللام كما في: “مِ ن لَ  دُنهُ”.

الإقلاب

يُوصف مصطلح الإقلاب في اللغة بأنه تغيير مسار الشيء، بينما يُقصد به تقنياً استبدال حرف بآخر مع الحفاظ على النبرة المختصة في الحرف الأصلي، ويقع الإقلاب في حالة اجتماع النون الساكنة أو التنوين مع حرف الإقلاب. وهو حرف  الباء حيث يتم تبديل حرف النون أو التنوين إلى صوت الميم عند النطق.

كما ورد في قول الله -تعالى-:  قمنا بتوسيع الأرض وجعلنا فيها جبالاً شامخة وأنبتنا فيها من كل شيء متزن ملاحظة: يجب التنويه أن هذا النص هو جزء من القرآن الكريم، ولذلك فإن له معاني وتفسيرات دقيقة يجب الإحاطة بها، وأي تغيير في الصياغة يمكن أن يغير المعنى المقصود في الأصل. نبَ  تْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْ  جٍ بَ  هِيجٍ)  ، عندما تجتمع النون الساكنة مع حرف الباء في الكلمة “أَ نبَ لقد حدث التقارب بين التنوين والباء في الكلمة “زوجتْنَا”، حيث يلتقي صوت النون غير الملفوظة الناتج عن التنوين مع الباء المجاورة لها في النطق. جٍ بَ  هِيجٍ”.

الإخفاء

في اللغة، يُطلق مصطلح الإخفاء على المعنى الكتم والستر، بينما في الاستعمال الفني يشير إلى تستر صوت النون الساكنة أو التنوين مع صدى غنة مخفضة مقارنةً بالإدغام عند ظهور إحدى حروف الإخفاء في أعقابها. وتُعد حروف الإخفاء تلك التي لا تنتمي لمجموعة حروف الإظهار أو الإدغام أو الإقلاب من مخزون الحروف في اللغة العربية.

وصّف هذا الشخص الذي يحمل الكثير من المديح والذي ارتقى في الصفات، ظل كريم الأخلاق، وزد في التقوى وتحفظ، وابتعد عن الظلم والظالمين.يتوجب حجب النون الساكنة أو التنوين عند التقائهما مع أي من حروف الإدغام، وذلك يظهر في قول تعالى في الكلمة: (ا  لْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُ  نثَ  ىٰ بِالْأُ  نثَ  ىٰ  )  ، قد يُعبَّر عنها في عبارتين بحسب ما ذُكر في قول الله -جل وعلا- (رِيح  اً صَ  رصَراً)

أحكام الميم والنون المشددتين

يجب إظهار الصوت المنغّم في حرفي الميم والنون عندما يكونان مضعفين بزمن مقارب لزمن فتح الإصبع أو ضمّه. وتُسمّى هذه المدّة بالحركة، وكل حرف يُعطى هذا الصوت المنغّم يُعرف بـ”حرف مغنّن” أو “حرف غُنَّة”، مثل ما يظهر في الكلمات المؤكدة. (هَمَّازٍ)  .

أحكام الميم الساكنة

تُوصَف الميم التي لا تحمل أية علامات تشكيل بأنها ميم ساكتة، وتظهر هذه الميم بعد الأحرف في الأبجدية باستثناء الأحرف التي تُمدّ بها الصوت، وتوجد ثلاث حالات لهذا النوع من الميم. أحكام للميم الساكنة عند اجتماعها مع غيرها من الحروف، يمكن توضيح هذه القواعد على النحو التالي:

  •  الإخفاء الشفوي

حيث يجب إخفاء  الميم الساكنة  عند التقائها بحرف  الباء  فقط، كما في قول الله -تعالى-:  (  إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُ  م بِ  الْغَيْبِ  )  ، يُعرف هذا الحكم بالإخفاء الشفهي نظراً لكون حرفي الميم والباء ينطقان من خلال الشفتين.

  •  الإدغام الشفوي

هو أن تأتي  ميم ساكنة  في آخر الكلمة وبعدها  ميم متحركة عندما تأتي ميم تليها ميم أخرى في الكلام، تندمج الميم الأولى مع الثانية وتتحولان إلى ميم مشددة تحمل غنة، مثل الكلمة المذكورة في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُ  م مَّ  ا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)  ،  ويسمَّى أيضاً بإدغام المتماثلين.

  •  الإظهار الشفوي

حيث يجب إظهار  الميم الساكنة  عند التقائها  بباقي الأحرف دون تنوين ماعدا حروف الضم والتستر، وهما الباء والميم، كما ورد في كلام الله -جل جلاله-: (  لَعَلَّكُ  مْ تَ  تَّقُونَ  )

أحكام الإدغام

  •  إدغام المتماثلين

الهدف من ذلك هو الجمع بين حرفين متشابهين في النطق والخصائص، بحيث يندمج الحرف الأول في الثاني ليتحولا إلى حرف واحد مكرر، ويظهر هذا في النص القرآني الشريف: (اذه  ب ب  كتابي هذا)

  •  إدغام المتجانسين

هو  إدغام حرفين متشابهين متحدين في النطق لكن متباينين في الخصائص، وبذلك يُصبحان حرفًا مزدوج القوة، شأنه شأن ما جاء في كلام الله عز وجل:

(  يا بُنَيَّ اركَ  ب مَ  عَنا  )

أحكام اللام الساكنة

وتقع في خمسة مواطن:

  • قواعد استخدام الألف واللام التي تضاف إلى الأسماء غير المعرفة لجعلها معرفة.

تقع هذه الأحكام قبل الحروف التي ليست من أحرف المد الثلاثة الساكنة، وتنقسم إلى قسمين: الإظهار والإدغام. يحدث الإظهار عندما يأتي بعدها واحد من الحروف الأربعة عشر الموجودة في عبارة “ابغ حجك وخف عقيمه”، كما في مثال “بالبرِّ”. بينما الإدغام يظهر عندما يتبعها واحد من مجموعة الحروف الأربعة عشر الباقية.

  •  أحكام لام الفعل

تعتبر اللام الموجودة ضمن الأفعال، والتي يمكن أن تظهر في أزمنة الفعل المختلفة – سواء كانت في الماضي، الحاضر، أو الأمر – وكذلك إن كانت تقع في وسط الكلمة أو في نهايتها، ذات قاعدتين أساسيتين: الإظهار والإدغام. الإظهار يحدث عندما يأتي بعد اللام أي حرف آخر باستثناء اللام نفسها والحرف راء. على سبيل المثال: (أَنْزَ  لْن  اهُ) الإدغام يحدث حين يتبع اللام حرف الراء أو لام آخر، على سبيل المثال: (قُ  لْ رَ  بِّ)  .

  •  أحكام لام الأسم

تعتبر هذه اللام جزء أساسي من تركيبة الاسم ولم يتم إضافتها إليه بصورة لاحقة، وهي دائمًا ما تكون ظاهرة في صورتها، كما في: (ا  لْقَ  مَرِ)  .

  •  أحكام لام الحرف

تتحدث الفقرة عن اللام المقصودة التي تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من تركيب الكلمة، وهي موجودة في القرآن الكريم فقط في كلمتي (هل وبل) دون سواهما. ويخضع استخدام هذه اللام لقاعدتين هما: الإظهار والإدغام. يحدث الإدغام عندما تتبع اللام مباشرةً إحدى الحروف اللام أو الراء، كما في الكلمة: (بَ لْ رَ فَعَ)، بينما الإظهار يقع عند اتباع اللام بأي من الحروف الأخرى في الأبجدية العربية، كما في المثال: (هَ لْ يَ سْتَوِي).

  •  أحكام لام الأمر

تُعتبر اللام المذكورة هنا إضافة إلى تركيب الكلمة الأصلي، إذ تأتي قبل الفعل المضارع دائمًا، والقاعدة الثابتة لها تتمثل في النطق الواضح لها، كما في المثال التالي:  (لْيَقْضُوا)  .

أحكام التفخيم والترقيق

في علم التجويد، الحروف تنقسم إلى قسمين: حروف ذات تفخيم دائم وحروف تكون مرققة. هناك أيضا نوع ثالث يجمع بين الخصائصين، وسيُشرح ذلك بالتفصيل لاحقاً.

  •  أحرف مفخمة دائماً

وهي تُسمّى أحرف الإستعلاء وهي في جملة (  خص ضغط قظ  ) كما في حرف الخاء من كلمة:  (  يَ  خْ  شَى  )  .

  •  أحرف مرققة دائماً

وتُعرف بأحرف الاستفال، حيث تشمل هذه الحروف جميع الأبجدية ما عدا الراء واللام والألف، مثلما في حرف التاء والنون ضمن الكلمة: (  تَن  زِيلا  )  .

  • أحياناً تكون الأحرف ثخينة وأحياناً أخرى تكون رقيقة.
    •  الألف: عندما تأتي ضمن كلمة تحتوي على أحد حروف الاستعلاء، تُنطق بشكل مُغلظ، كما في كلمات مثل “الطَّامَّةُ” و”الصَّاخَّةُ”. وفي حال عدم وجود هذه الحروف، تُلفظ الراء بشكل رقيق.
    •  اللام: دائمًا ما تكون اللام خفيفة، إلا في اسم الذات الإلهية حيث تصير مجلجلة إذا ما جاء قبلها ضمة أو فتحة، وتعود لتصبح رقيقة إن كان ما قبلها كسرة سواء كانت مؤقتة أو دائمة.
    •  الراء: يتم تكبير الحرف إذا جاء مع حركة الفتح أو الضم بغض النظر عن مكان وروده، مثلاً: (  رَ  ؤُفٌ، تَذَكَّ  رُ  )، وتتبعها حرف الراء الثابت الذي يأتي بعد فتحة أو ضمة أو كسرة طارئة، مثال على ذلك: (أَ  مِ ارْ  تابُوا)  ، إذا كان الحرف ساكينًا ويليه في نفس الكلمة حرف من حروف الاستعلاء، فإن النطق به يكون مجلجلاً أو مغلظًا أيضًا. (  إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْ  مِرْصَ  ادِ  )  ، تُصاغ بشكل أرق إذا تعرضت للكسر، سواءً في بداية الكلمة أو منتصفها أو نهايتها. (  قَرِيبٌ،  ا  لْفَجْرِ  )  ، أو إذا سُبقت بكسرٍ أصلي:  (ا  لْ  فِرْ  دَوْسِ  )  .

أحكام المدود

تُفهم كلمة المدّ في اللغة على أنها التمديد والتوسّع. ولكن في الاصطلاح اللغوي، يشير المدّ إلى تطويل النطق بإحدى الحروف الثلاثة المعروفة للمدّ، وهذه الحروف هي “الألف التي يسبقها حرف مفتوح، والواو التي يسبقها حرف مضموم، والياء التي يسبقها حرف مكسور”. وقد ذُكرت هذه الحروف في القرآن الكريم كما هو مسطر في كلام الله عز وجل. (  نوحيها إِلَيكَ  )  . يتفرع المدّ إلى صنفين أساسيين وهما: المدّ الأصلي والمدّ البسيط، وسيتم شرحهما فيما يلي:

المد الطبيعي (الأصلي)

إنّه نوع من المد مرتبط بشكل أساسي بحرف المد نفسه، فلا يمكن للحرف أن يُمدد إلّا بتواجده. يكفي لتحقيق المد أن يكون أحد حروف المد موجوداً، دون الحاجة إلى وجود همزة قبل الحرف أو همزة أو سكون بعده. لهذا النوع من المد مدة تصل إلى حركتين، ويتجلى استخدامه في أحد أقوال الذات الإلهية العليا. (  بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَ  ا  نَ بِهِ بَصِيرً  )  .

المد الفرعي

تتفرع أقسام المد الجانبي إلى قسمين رئيسيين، سيتم توضيحهما فيما بعد.

  •  مد فرعي بسبب الهمز: ويُقسم أيضاً إلى أنواع، وهي:
    •  مد البدل وشبيه البدل تم تسمية البدل بذلك الاسم لأن هناك حاجة لتغيير الهمزة الثانية إلى حرف مد يشابه الهمزة الأولى. ويحدث هذا عندما تكون الهمزة الأولى غير متحركة والثانية متحركة في بداية الكلمة. وهناك أمثلة عديدة على هذه الحالة. (الَّذِينَ  اوْ  تُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ)  ، إن المشابه للبدل يتمثل في مده الصوت الناتج عن وقوع حرف المد بعد همزة في منتصف الكلمة أو في نهايتها، ومن أمثلته: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَ  ؤُو  فٌ رَحِيمٌ)  ، يُشار إلى أن إطالة الصوت في حروف البدل وما يشابهها يكون بمدة تمتد لحركتين، ويُعتبر ذلك مقبولاً من الناحية القواعدية.
    •  المد المتصل مصطلح “المدّ المتصل” يشير إلى نوع المد الذي يحدث عندما يجتمع حرف المد مع الهمزة داخل كلمة مفردة. (قر  وء  )  ، حتى تقع الهمزة بعد حرف المد، ويُطيل صوته بأربع تحريكات كطريقة أولى في التلاوة، ويُسمح بأن يُمدّ لمدة خمس تحريكات، ويعتبر ذلك ملزمًا.
    •  المد المنفصل : إنه الإمتداد الذي يحدث نتيجة اجتماع حرف الإطالة والهمزة في كلمتين منفصلتين، ولنأخذ مثالاً على ذلك: (إنّ  ا أ  عطيناكَ الكوثَر)  ، حتى يقع حرف المد في نهاية الكلمة التي تسبق مباشرةً والهمزة في بدء الكلمة التي تليها، ويتم مده من أربع إلى خمس حركات، ويعد ذلك مقبولاً في القواعد.

الجدير بالإشارة أنه إذا توقف القارئ عند الكلمة الأولى، فإن ذلك يُلغي مبرر المد. لكن إذا لم يقف عليها، يصبح من الممكن مدها إلى أربعة أو خمسة أصوات. اختار المُقدّم مدها إلى أربعة أصوات، وقد أخذ العلماء بعين الاعتبار هذا التقدير. مدّ الصلة إحدى الظواهر الصوتية التي تنضوي تحت قاعدة المد المنفصل هي مد الصلة الذي يحدث عندما تُنطق الهاء الموجودة في نهاية كلمة ما بشكل مطول نتيجة وجود همزة في ابتداء الكلمة التالية، كما ورد في القرآن الكريم. (مال  هُ أ  خلده)  .

مد فرعي بسبب السكون: ينقسم هذا التيار كذلك إلى عدة أصناف سيتم توضيحها فيما بعد.

    •  المد اللازم: يُعتبر مدّ الوجوب الأصلي من الأحكام الأساسية في التجويد، ويتم مده إلى ما يقارب الست حركات. يحدث هذا النوع من المد عندما يلتقي حرف مد طويل الصوت مع حرف ساكن في أصله، بشرط أن يأتي حرف المد قبل الساكن. يمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسيين هما المد الكلمي والحرفي، وكل نوع منهما ينقسم بدوره إلى مثقل ومخفف. ونجد مثالاً على ذلك في القرآن الكريم، كما في قوله سبحانه وتعالى: (ولا الضَ  آ  لِّين)  .
    •  المد العارض للسكون: أُطلق هذا الاسم نظرًا لأن السكون جاء كحالة طارئة ناتجة عن التوقف، ولا يُعد المد مرتبطًا بالسكون إلا عندما نقف على كلمة يسبق آخر حرف فيها حرف مد، ومن أمثلة ذلك: (الرَّحِ  يمِ  )  .

مخارج الحروف

يُشار إلى المخرج في اللغة بأنه القناة، بينما في الاستخدام الفني يرمز للمسار الذي يتدفق عبره الصوت عند النطق بالحرف، والذي يُبرز خصائصه المتميزة عن الأحرف الأخرى، وتوجد خمسة مسارات رئيسية لذلك.البلعوم، والفم، والغدد الأنفية، والشفاه، واللسان، وفيما يأتي ذكرها مع التفصيل:

  •  الجوف

إنه المساحة المتسعة التي تمتد من منطقة الصدر حتى منطقة الحلق، وهي المنطقة التي تنبثق منها الأحرف الممدودة الثلاثة غير المنطوقة (أ، و، ي)، مثال على ذلك الألف في كلمة: (الرَّ  حْمَٰ  نُ)  .

  •  الحلق

يتألف الجزء الأول من أعمق منطقة داخل الحلق، التي تقع بعيدًا عن الفم، ومن هذه النقطة تأتي الأصوات الخاصة بحرفي الهمزة والهاء (ء، ه). الجزء الثاني يوجد في المنطقة الوسطى من الحلق، حيث يصدر منه صوتيْ العين والحاء (ع، ح). ويشكل الجزء الثالث أقرب منطقة في الحلق إلى الفم، والتي تنتج منها أصوات حرفي الغين والخاء (غ، خ). وكمثال على ذلك، يمكن الإشارة إلى استخدام حرف الهاء في كلمة معينة. (  ه  اجَروا)  .

  •  اللسان

يُقسّم اللسان إلى ثلاثة مراتب؛ المرتبة الأولى هي الجزء الأقصى من اللسان، الذي يُنطق منه حرفا القاف والكاف، والمرتبة الثانية هي مركز اللسان، ومنه تصدر الأحرف كالجيم والشين وكذلك الياء عندما لا تكون مُمدودة، أما المرتبة الثالثة فهي الطرف الأمامي للسان الذي يُنطق منه الحروف الضاد، اللام، النون، الراء، الطاء، الدال، التاء، الصاد، السين، الزاي، الثاء، الذال، الظاء، والفاء، شأنها شأن القاف في الكلام. (ا  قْ  تَربَ)  .

  •  الشفتين

هذه هي الأحرف التي تنطق عبر تحرك الشفاه وتتضمن الأحرف التالية: (باء، واو، ميم)، مثل حرف الميم في الكلمة: (عَلَيهِم)  .

  •  الخيشوم

هذا هو المسار الذي يصدر منه صوت الغنة، ويشمل حروفه النون المهملة والتنوين عندما يتم دمجها بغنة أو عندما تُستُر، وكذلك الميم المهملة التي تُخفى. الميم والنون المشدَّدَتين

صفات الحروف

الصفة لغةً هي ما بالشيء من المعنى تعبر هذه العبارة عن تفسير مصطلح معين حيث أن المصطلح في الاستخدام الخاص، يشير إلى ما يتم التأثير عليه في الصوت أو النغمة عندما ينتقل خلال مساره. ويتم تقسيم هذا الموضوع إلى قسمين رئيسيين.بدايةً، هناك صفات تمتلك نقائض وأخرى ليس لها ضدود. وفيما يأتي بيان هذه الصفات:

  •  الهمس والجهر

والهمس هو جريان الهواء عند النطق بالحرف بسبب ضعف الاعتماد على مكان النطق، وأحرفه توجد في الجملة ( فحثه شخص فسكت يعتبر الجهر ذلك الحبس للأنفاس أثناء النطق بالأصوات، وسائر الأصوات غير الجهورية تُعد من قبيل الجهر، مثلاً: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ)  .

  •  الشدة واللين

تتميز الشدة بتدفق قوي ومكثف للصوت عندما يُنطق الحرف نظرًا للضغط الذي يُمارَس على نقطة النطق، والحروف التي تُعبر عنها هي التالية في العبارة:  أجد قط بكت اللين هو عدم إنتقال الصوت بسبب الضغط الشديد على نقطة النطق، ويشمل هذا جميع الحروف المستخدمة في اللغة العربية. أمّا مثال على التشديد فيستخدم في حرف الطاء كما جاء في كلام الله عز وجل: (ثانِيَ عِطْفِهِ)  .

  •  الاستعلاء والاستفال

التحدث عن الاستعلاء والاستفال يعني الإشارة إلى حركة اللسان لأعلى أو لأسفل بالنسبة لسقف الفم عند النطق بالأصوات. على سبيل المثال، في عملية نطق الأصوات، هناك حروف تُنطق برفع اللسان باتجاه الحنك وأخرى تُنطق بخفضه بعيدًا عن الحنك، وتفصيل هذه الحروف وُجد في الجزء المخصص للحديث عن التبليغ والتجويد في هذه الأصوات. خ، ص، ض، غ، ط، ق، ظ  ).

  •  الإطباق والانفتاح

يعتمد النطق على التحام اللسان مع الجزء الأعلى من الفم خلال إلقاء الأحرف، حيث يشمل هذه العملية كل من … ص، ض، ط، ظ “الانفتاح يعني تحريك اللسان بعيدًا عن الحنك العلوي خلال النطق بالحروف، وهذا الوصف ينطبق على جميع الحروف. أما مثال على الإطباق فهو مثل حرف الصاد كما في الكلمة التي وردت في كتاب الله العزيز.” (كهيعص)  .

  •  الإذلاق والإصمات

الإِنطلاقة تعبرعن سهولة انبعاث الحرف من أصله، حيث يحدث ذلك بسبب بروزه عبر طرف اللسان أو من خلال الشفتين. بينما تُشير الإِبطاء إلى الثُقل الذي يُصاحب نطق الحرف، الأمر الذي يجعل من الصعب تفريق حروفه عندما تكون جزءًا من كلمة مُرَكبة من أربعة أو خمسة حروف.

تلك الصفات التي ليس لها نقيض هي

  •  الصفير

هذا ما يصدر عن اللسان عندما ينطق الحرف، وهو يماثل في الصدى صوت العصفور. والحروف التي تمثله هي (س، ص، ز)، مثل السين في العبارة التي ذكرها الله تعالى: (عمَّ يتسألون)  .

  •  القلقلة

يُعدّ مُشكلة تحدث أثناء النطق بالحروف التي لا تتضمن صوت مُتحرِك بسبب قوتها وصعوبتها. حروف هذه الكلمة تتضمن: ( قطب جد  )، ويقسم  لقلقلة كبرى: يتعلق الأمر بظهور حرف القلقلة في نهاية الكلمة، كما في ( قَرِي  بٌ  )، والقسم الثاني: هو  القلقلة الصُغرى، وذلك يشير إلى حدوث حرف القلقلة في المنتصف عندما يكون مكتوم الصوت في الكلمة، كما في المثال: يَطْمَعُونَ  ).

  •  اللين

معنى ذلك هو أن يصدر الصوت بيسرٍ وبلا اجتهاد مصطنع، ويتمثل ذلك الحرف في الواو والياء اللتين تأتيان ساكنتين بعد مقطع مفتوح، كما هو الحال في: خَوْفٌ  ).

  •  الانحراف

هذه الظاهرة تتمثل في انحراف الحرف عن مكان نطقه الأصلي لينطق من موضع حرف آخر، والحروف التي يُطبق عليها هذا الوصف تشمل الحرفين (ل، ز).

  •  التكرار

تظهر هذه الخاصية باللسان حين يحدث اهتزاز أثناء نطق الحرف، وهذه الظاهرة تقتصر على حرف معين وهو الراء  ، وجاء الذكر لهذه الصفة ليتجنبها القارئ.

  •  التفشّي

وذلك عندما يتسع الهواء داخل الفم أثناء النطق بالحرف نظراً لضعف توتره، ومثال ذلك الحرف “شين”. (اشتروا الضلالة)  .

  •  الاستطالة

تعني هذه العبارة أن الصوت ينتشر من بداية حافة اللسان إلى نهايته عندما يتم نطق الحرف، والحرف الذي يمتاز بهذه الخاصية هو حرف الضاد فقط.

أحكام السكتات

في المعجم اللغوي، يُشير مصطلح “السكت” إلى السكون أو السكتة، ولكن من الناحية الفنية، يعبر عن توقف الصوت في نهاية الكلمة دون أخذ نفس لفترة تعادل طول حركتين. وفي تلاوة القرآن على رواية حفص، تتوزع مواضع السكتات إلى أربعة.

  • في كلمة  عوجاً  من قول الله -تعالى-:  ( نحمد الله الذي أفاض على عبده الوحي ولم يضع فيه أيّ عوج. عِوَجًا  ).
  • في كلمة  مرقدنا  من قول الله -تعالى-:  ( مَرْقَدِنَا هَـٰذَا قالوا: “أي مصيبتنا! من أيقظنا من نومنا هذا؟” مَّرْقَدِنَا هذا هو الذي أعلن عنه الرحمن وأكده الرسل.

وفي السكت الجائز ما يأتي:

  • في حرف  مَن  في قول الله -تعالى-:  (  وَقِيلَ مَ  نْ رَ  اق  ).
  • وفي  بل  من قول الله -تعالى-:  (  كَلَّا بَ  لْ رَ إن ما اكتسبوه يكون محفوراً على قلوبهم. ).

من الممكن القيام بالوقف أو عدم الوقف في سورة الحاقة عند الوصول للفظة (مالية) في الآية التي يتحدث فيها الله سبحانه وتعالى: (  مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَ  هْ * هَ  لَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ  ).

 المراجع

  1.  سورة النحل، آية:98
  2. محمد المختار الشنقيطي، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي ، صفحة 5. بتصرّف.
  3.  محمد المختار الشنقيطي]، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي ، صفحة 6. بتصرّف.
  4.  “أحكام النون الساكنة والتنوين”  ،تمت مراجعة المعلومات والاطلاع عليها مع بعض التعديلات بتاريخ 15 أبريل 2019.
  5. سورة الأنعام، آية:26
  6.  ^     أ  ب  ت  ابن بَلْبَان و محمد بن بدر الدين، كتاب بغية المستفيد في علم التجويد ، صفحة 34. بتصرّف.
  7.  سورة ال عمران، آية:99
  8.  سورة البقرة، آية:285
  9.  ابن بَلْبَان و محمد بن بدر الدين، كتاب بغية المستفيد في علم التجويد ، صفحة 35. بتصرّف.
  10. سورة طه، آية:112
  11.  سورة الكهف، آية:2
  12. على الله أبو الوفا، كتاب القول السديد في علم التجويد ، صفحة 58. بتصرّف.
  13. سورة ق، آية:7
  14.  ابن بَلْبَان و محمد بن بدر الدين، كتاب بغية المستفيد في علم التجويد ، صفحة 36. بتصرّف.
  15.  ^     أ  ب  ابن بَلْبَان و محمد بن بدر الدين، بغية المستفيد في علم التجويد ، صفحة 37. بتصرّف.
  16.  سورة البقرة، آية:178
  17.  سورة القمر، آية:19
  18.  غير معروف، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد ، صفحة 613. بتصرّف.
  19.  عطية قابل نصر، كتاب غاية المريد في علم التجويد ، صفحة 74. بتصرّف.
  20.  سورة الملك، آية:12
  21.  عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد ، صفحة 74. بتصرّف.
  22.  سورة البقرة، آية:29
  23.  عطية بن ناصر، غاية المريد في علم التجويد ، صفحة 76. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية:21
  25. المختار المشري المقروش، كيف تقرأ القرآن الكريم ، صفحة 22. بتصرّف.
  26.  سورة النمل، آية:28
  27.  خالد الجريسي، معلم التجويد ، صفحة 78. بتصرّف.
  28.  سورة هود، آية:42
  29.  عبد الفتاح المرصفي، كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري ، صفحة 178. بتصرّف.
  30. مجموعة من المؤلفين، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد ، صفحة 614-616. بتصرّف.
  31.  غير معروف، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد ، صفحة 616-617. بتصرّف.
  32.  سورة النور، آية:50
  33.  سورة الفجر، آية:14
  34.  سورة هود، آية:49
  35.  على الله أبو الوفا، القول السديد في علم التجويد ، صفحة 94. بتصرّف.
  36.  سورة الإنشقاق، آية:15
  37.  عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد ، صفحة 95-102. بتصرّف.
  38. سورة البقرة، آية:144
  39. سورة التوبة، آية:28
  40. سورة البقرة، آية:288
  41.  سورة الكوثر، آية:1
  42.  سورة الهمزة، آية:3
  43. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد ، صفحة 106-107. بتصرّف.
  44.  سورة الفاتحة، آية:7
  45. سورة الفاتحة، آية:2
  46.  غير معروف، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد ، صفحة 622-624. بتصرّف.
  47.  غير معروف، المختصر المفيد في أحكام التجويد ، صفحة 624-927. بتصرّف.
  48.  سورة التوبة، آية:40
  49.  سورة الحج، آية:9
  50. سورة مريم، آية:1
  51.  سورة النبأ، آية:1
  52.  سورة البقرة، آية:16
  53.  غير معروف، المختصر المفيد في أحكام التجويد ، صفحة 627. بتصرّف.
  54. سورة الكهف، آية:1
  55.  سورة يس، آية:52
  56.  سورة القيامة، آية:26
  57.  سورة المطففين، آية:14
  58.  سورة الحاقة، آية:28 29